خواطر مشجع مصري: شكرا أيتها القرعة

وكأن قرعة كأس الأمم الأفريقية شخص يحس بالأزمة التي يعيشها المنتخب المصري ومديره الفني حسن شحاتة وأرادت أن تمنحنا أملا جديدا وسط هذا الجو من الإحباط بعد مستوى المنتخب الوطني ونتائجه في الفترة الأخيرة .
القرعة التي وضعتنا في المجموعة الثالثة والتي ضمت بجوارنا منتخبات الكاميرون وزامبيا والسودان أراها أكثر من ممتازة من جميع النواحي , لأن القرعة ليست فقط هى المنتخبات الثلاثة في مجموعتنا وقوتهم وضعفهم وإنما هى ترتيب مباريات بالبطولة وكذلك المجموعة المجاورة والتي ستواجه أحد منتخباتها في حالة الصعود لدور الثمانية لذلك قلت أنها أكثر من ممتازة للمنتخب المصري .
أولا بالنسبة للمجموعة والمنتخبات الثلاثة التي سنواجهها في الدور الأول أرى شخصيا أنها المجموعة الأسهل بين مجموعات البطولة الأربعة بالنسبة لرؤوس المجموعات ونحن منهم , فالمنتخب الغاني صاحب الأرض ضمت مجموعته المنتخب الغيني الذي خرج من دور الثمانية في البطولتين الأخيرتين وقدم عروضا رائعة في البطولة الأخيرة ومنها فوزه على المنتخب التونسي حامل لقب بثلاثية نظيفة في ختام الدور الأول وأثبت بعد ذلك بالتصفيات أن ما حدث بمصر قبل عامين لم يكن مجرد صدفة عندما فاز على المنتخب الجزائري في عقر داره , وبجانب غينيا تضم المجموعة الأولى المنتخب المغربي صاحب الخبرة الكبيرة بهذه المواقف والذي حتى وإن اهتز مستواه يظل كبيرا ويظل فريقا لا تأمن أبدا مواجهته , وأخيرا تضم المجموعة المنتخب الناميبي الذي ربما يكون حصالة هذه المجموعة وربما لا يكون .
أما بالنسبة للمنتخب النيجيري الذي كان على رأس المجموعة الثانية فضمت مجموعته كوتديفوار أفضل فرق أفريقيا في الوقت الحالي والفريق المدجج بنجوم تلعب في أكبر وأفضل أندية أوروبا وضمت مالي أحد أفضل منتخبات القارة والمنتخب الذي حصل علي المركز الرابع بنفس البطولة عامي 2002 و 2004 ويضم محترفين من أفضل المحترفين بقارة أفريقيا , وأخيرا تضم منتخب بنين والذي ينطبق عليه ما ينطبق على ناميبيا في المجموعة الأولى .
وأخيرا وضعت القرعة المنتخب التونسي في المجموعة الرابعة التي هى الأقوى من وجهة نظري , ورغم أن هذه المجموعة لا تضم فريقا واحدا بحجم كوتديفوار أو غانا أو نيجيريا أو حتى الكاميرون إلا أنها أكثر المجموعات من حيث التكافؤ وهى المجموعة الوحيدة التي تملك جميع فرقها فرصا شبه متساوية للتأهل للدور الثاني وهو ما يجعلها المجموعة الأصعب , وقد ضمت بجانب تونس منتخب السنغال أحد أفضل منتخبات أفريقيا في السنوات الأخيرة وجنوب أفريقيا الذي بالتأكيد سيكون له مع كارلوس ألبرتو شكلا آخر مغاير للمستوى الهزيل الذي ظهر عليه في آخر بطولتين وأخيرا تضم المجموعة المنتخب الأنجولي صاحب الطفرة الأبرز بالكرة الأفريقية في الفترة الأخيرة والذي أثبت أن وصوله لكأس العالم لم يكن محض صدفة بالأداء الجيد في كأس العالم ومن بعده الثبات بالتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا .
بينما ضمت مجموعة منتخب مصر منتخب الكاميرون وهو بالتأكيد أحد أقوى وأفضل منتخبات القارة الأفريقية وإن كان مستواه قل عن الشكل المرعب الذي ظهر عليه الأسود مع مطلع الألفية الحالية لأكثر من سبب , وبجانب الكاميرون ضمت المجموعة منتخب زامبيا من منتخبات المستوى الثالث وهو في رأيي أقل فرق المستوى الثالث فنيا وإن كان يجب احترامه بكل تأكيد , وأخيرا ضمت المجموعة المنتخب السوداني الذي تطور كثيرا في الفترة الأخيرة مع التطور العام للكرة السودانية ولكن لا أعتقد أن هذا التطور سيجعل له أفضلية عن المنتخب المصري خصوصا وأن البطولة هى الحدث الأبرز بالقارة الأفريقية ومثل هذه المواقف تحتاج لخبرة كبيرة وتحتاج لشخصية البطولة وهو ما يفتقده الفريق السوداني الذي يجب أيضا أن نحترمه بكل تأكيد لنمر بسلام من المجموعة .
الشيء الثاني الذي أرى القرعة خدمتنا فيه بشكل كبير هو ترتيب مواجهاتنا بالدور الأول وهو الكاميرون ثم السودان ثم زامبيا وأتعجب من الذين يقولون أن مواجهة الكاميرون في البداية هى شيء غير جيد , لأن المباراة الأولى دائما لا تعترف بفوارق فنية وتكون الفرق مازالت لم تدخل بجو البطولة وهو ما يجعل المباراة متكافئة إلى حد كبير بغض النظر عن أى شيء , وقد جربنا الترتيب العكسي عندما وقعنا بمجموعة تشبه كثيرا هذه المجموعة في تونس عام 2004 وبدأنا مبارياتنا أمام زيمبابوي أضعف فرق المجموعة وانتصرنا عليها ثم تعثرنا أمام الجزائر ليتحتم علينا الفوز على الكاميرون وهو ما لم يحدث وودعنا البطولة من دورها الأول .
وأخيرا وأكثر الأشياء التي استفدنا بها من هذه القرعة والتي لم ينتبه إليها الكثيرون هى نقطة المجموعة المجاورة وهى المجموعة التي سيواجه المنتخب المصري أحد منتخباتها في حالة الصعود لدور الثمانية ومع كامل الإحترام لجميع هذه المنتخبات الأربعة إلا أن مواجهة أى أطرافها لن تكون أبدا بقوة مواجهة كوتديفوار أو غانا أو نيجيريا وكذلك هذا التكافؤ في هذه المجموعة جاء في صالحنا حيث لن يفرق الوضع كثيرا في حالة التأهل لدور الثمانية إذا كان المنتخب المصري هو متصدر المجموعة أو الوصيف نظرا لتقارب المستوى بين جميع منتخبات المجموعة الرابعة بعكس مثلا لو كانت المجموعة الأولى هى المجاورة لنا فكانت وصافة المجموعة ستضعنا في مواجهة أمام منتخب بحجم غانا بينما الصدارة ستضعنا في مواجهة أهدأ كثيرا أمام المغرب أو غينيا وهو ما كان سيشكل ضغطا على اللاعبين منذ اليوم الأول بالبطولة .
ببساطة القرعة جاءت لنا ربما بأكثر مما نتمناه أو بأكثر مما تمنيته شخصيا وأراها فرصة جديدة لمنتخبنا ولحسن شحاتة المحظوظ بشدة ولانملك إلا أن نقول ... شكرا يا قرعة !

جزاك الله خيرا

شكرا أيتها القرعة