القاهرة: دافع مفتي مصر الشيخ علي جمعة عن نفسه امام حملة الانتقادات التي تعرض لها مؤخرا بسبب فتاواه المثيرة للجدل أحيانا، ونفى المفتي في مؤتمر صحفي بدار الافتاء بشدة تعرضه لأي ضغوط سياسية او حكومية عند إصداره أي فتوى.
وكان جمعة تعرض لانتقادات شديدة للغاية بعد قوله إن سائق السيارة المسرع ليس عليه لوم إذا صدم شخصا وقف عمدا في طريق سيارته، أي أنه لم يعتبرها حادثة قتل خطأ التي توجب في الشريعة الاسلامية دفع "الدية" وهي تعويض مالي لاهل القتيل.
وأثار ذلك غضبا في صفوف ناشطي المعارضة وحقوق الانسان حيث جاءت الفتوى بعد أيام من دهس سيارة شرطة مصرية بدهس لامرأة حاولت منع الشرطة من القبض على احدى قريباتها.
ثم اشتعلت الحملة ضد جمعة ووصل الأمر ببعض الصحف المعارضة والمستقلة لمطالبته بالاستقالة بعد أن أفتى بأن نحو 26 شابا مصريا قضوا مؤخرا غرقا خلال محاولتهم الهجرة غير الشرعية إلى اوروبا ليسوا شهداء.
ووصف المفتي هؤلاء الساعين للهجرة بانهم "طماعين" لانهم دفعوا مبالغ مالية ضخمة لمن قام بتسفيرهم بالقوارب عبر البحر المتوسط لمحاولة الوصول إلى ايطاليا.
وفي معرض دفاعه عن نفسه حث جمعة وسائل الإعلام على عدم تحويل فتواى دار الافتاء المصرية إلى قضايا رأي عام.
واوضح أن فتوى القتل الخطأ صدرت ردا على سؤال تلقته دار الافتاء في يوليو/ تموز الماضي وليست مرتبطة بحادثة سيارة الشرطة. وقد احتج علماء من رجال الدين المصريين المنضوين تحت ما يسمى بجبهة علماء الازهر بشدة على فتوى جمعة بشان القتل الخطأ ووصفوها بانها "مثيرة للاشمئزاز".
وفيما يتعلق بفتوى المهاجرين اكد جمعة أنه يراعي الابعاد الانسانية لهذه المشكلة لكنه أضاف" من ماتوا بسبب طموحهم أو طمعهم ليسوا شهداء"، واعتبر منتقدو مفتي مصر ان فتوى الهجرة هذه كانت تهدف لتحويل الانتباه عن المشكلات الاقتصادية و الاجتماعية التي دفعت هؤلاء الشباب للهجرة واهمها البطالة.
كما أعرب بعض أفراد عائلات الضحايا خلال استقبال جثامين ذويهم في مطار القاهرة منذ أيام عن استيائهم من هذه الفتوى، وقالوا إنها لم تراع حتى حالة الحزن التي يمرون بها، وكان جمعة في السابق ضمن عدد من رجال الذين أفتوا بأن ضحايا الحوادث "شهداء" .